
بــــــــــــراءة
القلبُ لولا لهــــيب الشـّــوق ما احتــــــرقا و الـصّــبح لــولا حنين الشّـمـس ما انفلقا
سافرتُ في بحر عينـــــيها بأشــــرعــــتي مثــل الرّضــيع وهــل يخــشى إذا غــرقــا
و كيف أخــشى و سيف الشّوق في عـنـقي و مــالك الـــمــوت للــعشّـاق قد نطقــــــــا
بــــراءة الـــــــعُمر عـــضّتـني نواجـــذها فـــأرَّخَ الــحـبُّ جفــنًا بالـــــــهـوى أرِقــــا
كنَّا صــــغيرَيــن، ونـجرِي في مداشـــــرنا خــلــفَ الـــفــراش كعصـفـورينِ ما افترقا
فــكم ضـــحــكنا إذا مـا الرِّيــح هــــبَّ لَـنَا و كــم بــكـــيْنا و كـــم باركـْــــنـَـهَا حُــرقا
كـــنـَّــا انــطـــلقـنــا فــنـبـنـي ثــم نــهدِمُـهَا لـُـعْـبَ العرائـِـسِ، مـــا أحــلاه مــنـطلــقــا
أتذكريــنَ و طـــــينُ الــــــحيِّ يُنــْـظــِفـُـنا و نــأكــلُ الــخــبـز، و الزيـتـون، و العَرقا
كم كــــــانَ راوَدَنـَا حــلــــــمٌ بــدالــــــــية ٍتــحت الظــلال، وقـــلب الخـوف كم خَفِــقا
تنامُ في أدُنـــي فـــوضى إجــَــابــــتـَـهـــــا إن قــلــتُ: هـاتِ، وردَّتْ: لا تـكـُـنْ حـــدِقا
كــنـتُ الــشـَّــقـِـيْ، فـما إن ترتـَـوي شفتي حــتـى أرى الـــوردَ مــن خدَّيــكِ مُـنبثـِـــقا
كم عــربدتْ في دمِي المحــروق ِأغـــنيـة ً كـــنَّا نردِّدُهــا عـــند الـــمــسَا فِرَقـَـــــــــــا
و كــم وكــم، ألــفُ ذكــرى في مخيـِّـلــتي فـــكــيف أنــْسَى و قـــد طـرَّزْتـُهَا أفـُقـَـــــا
أتـــذكـــرين، أنـَــا لا زِلــتُ أنـحُــــتـُـهـَـــا تــلــك الأمـــانِي عـــلـــــى أوراقيَ عـَبـَـقـا
بـــراءةُ العــمرِ، يــا أحـلَى مـــعذِّبــَــتـِــي إنـِّـي رأيــتُ بـــريــقَ الأمــــسِ قد خـُــــنِقا
كــنـَّـا كــبارا، فــصِــرتـُني في الهَوى راعٍ أســـوقُ قـَـافــلــة الأحْــــزَانِ و الـقـــلـَــــقا
لو تــنــظريــنَ بــحــالِ الــصـَّـبِ مُلهـمَتِي و كــيــفَ يـُـعـْـبـِـقُ مــنْ أشـواقـِـكِ الـورقا
تــفـنى اللــيَّالي و في أحــشــائِـها وَجـَــعِي لا بــاركَ الله فــي أوجـَـاعِ مَــنْ عَــشِـــقـَــا
صــرْنا كبــيــرينِ و الأحـلام قــد صـغُرتْ ما ضَــرَّ عُــمــرِي و أحــلامِــي إذا اتـَّـفـقا